
(رون مويك)
رون مويك، ذو الشخصية الغامضة كمنحوتاته، فنانٌ أسترالي الجنسية أقام في لندن وبدأ مسيرته المهنية فيها، ومن دون أي تدريبٍ أكاديمي أتقن عمله وصقل مهاراته لوحده فيما يخص بناء المجسمات وكل ما يتعلق بالمؤثرات الخاصة بها؛ من طفلٍ منتفح ذو ملامحٍ ذكية تعطي انطباعاً على أنه أكبر من سنّه، إلى إمرأةٍ عجوز تحمل بين يديها طفلًا رضيعاً.
اهتم (رون) من خلال منحوتاته بالتفاصيل الظاهرة وبكعس حالاتٍ نفسيةٍ مختلفة لها دورٌ في التأثير على حالة من يشاهدها، حيث تغوص منحوتاته في نفسية المشاهد من أجل إثبات إنسانيته، وتثير فيها محاولة الكشف عن سر هذه المنحوتات ودورها في التحفيز للتفكير في ما تعكسه من مشاعر.
حصل على أول انتباه عالمي بعد عرضه لمنحوتةٍ بعنوان «الرجل الميت»، وهي منحوتةٌ لوالده المتوفي وهو عارٍ، وعُرضت هذه المنحوتة في عام 1997 في أحد المعارض التي شارك فيها في الأكاديمية الملكية للفنون في مدينة لندن تحت عنوان Sensation: Young British Artists from the Saatchi Collection، حيث أبهر كل الحاضرين في المعرض بمهارته في إتقانه للتأثيرات الخاصة وصنع القوالب التي تظهر وكأنها نابضة بالحياة. تبنى المعرض أعمال (رون) كلها بعد الشهرة التي حققتها.

من أهم المنحوتات التي ساهمت في شهرته هي منحونة «بينوكيو» التي قدّمها إلى والدة زوجته (بولا ريغو)، وهي رسامةٌ بريطانيةٌ مشهورة، وقد جسدت منحوتة «بينوكيو» المعنى الجوهري للحقيقة والكذب.

بدأ (رون) منذ ذلك الحين بالنحت مستخدمًا السيليكون أو الألياف الزجاجية واهتم بمنحوتات الأكريليك المقولبة ضمن نماذج طينية، وأقام أول معرضٍ خاص به في عام 2002 في متحف (هيرشورن) وفي «حديقة النحت» في مدينة واشنطن، ثم بدأ في إصدار المعارض المنفردة في متحف الفن المعاصر في (سيدني)، وفي المعرض الوطني في لندن أثناء إقامته هناك لمدة سنتين كفنانٍ مشارك.
بيعت منحوتته التي جسّد فيها إمرأة حاملاً بطول 2.5 متر مع ذراعين مرفوعتين وتنظر نحو الأسفل مقابل مبلغ 461٫300 دولارًا من قبل معرض أستراليا الوطني، وكان هذا المبلغ يمثل أعلى ما تقاضاه فنان مقابل أحد أعماله الفنية في تلك الفترة.

تميزت منحوتات (رون) بجدليتها واهتمامه الكبير بتاريخ اكتشاف الجسد البشري، فعند وقوفك أمام أحد منحوتاته ستشعر بالخوف من كثرة الدقة وقدرته على الاستحواذ على اهتمامك ومشاعرك ودفعك للغوص في تفاصيل جسدية بشكل أوضح وأعمق، ستحدق طويلًا وترى الشرايين، والعروق، والتجاعيد، والتعابير المتموضعة في كل منحوتة، والمشاعر المتزاحمة التي ستشعر بها أمام هول كلٍ منها.
راعت دقة تفاصيل المنحوتات رهبة الحاضرين، فإن الجسد البشري بحالته الطبيعية غير المرئية يخلق عند الناس بعدًا غريبًا في التفكير، فتجسيد هذه الغرابة أمام الأعين هي بحد ذاتها إختراق للحالة الوجودية الحالية.
منحوتة Girl «فتاة» سنة 2006

منحوتة Mask II «القناع 2» سنة 2002

منحوتة Woman with Shopping «امرأة مع مشترياتها» سنة 2013

منحوتة Man in a Boat «رجل في قارب» سنة 2002

منحوتة Wild Man «رجل البرية» سنة 2005

منحوتة Two Women «امرأتان» سنة 2005

منحوتة Woman With Sticks «امرأة العصي» سنة 2008

منحوتة In Bed «في السرير» سنة 2005

منحوتة Drift «منساق مع التيار» سنة 2009

تعليقات
إرسال تعليق